اسليدرالأدب و الأدباءالثقافة

تابع #حكاية_رمز# رمز اللوتس

احجز مساحتك الاعلانية

“الشكل المثمن ( اللوتس ) يعبر
عن ولادة أفكار بوذا وزهرة اللوتس أيضاً تعبر عن بلوغ الاستنارة الروحية وهي المرتبة العليا للروح في العقيدة”

زهرة اللوتس كانت شعار الجيش المصري في مصر القديمة !

لفتت تلك المعلومة انتباهي والتي كثيرا ما تكررت امامي فاستدعاني هنا سؤال وهو : لماذا اتخذ جيش مصر زهرة اللوتس كرمز ؟! واليوم وزارة الدفاع المصرية الجديدة “الاوكتاجون” أو “الشكل الثماني” اخذت نفس الشعار والذي يبدو من اعلي “كزهرة اللوتس” بالاضافة لاعادة احياء الثقافة المصرية القديمة علي جدرانها , و زهرة اللوتس المقدسة في الحضارة المصرية تشير الي مفاهيم سامية كالصفاء والكمال , القيامة والبعث او الوعي الكوني كما تم ترجمتها او قد تشير الي بداية الخلق حيث تقول الاسطورة انها “أول ما خرج من “النون” الماء الأزلي ” كرمز للبعث والتجلي في فجر اليوم الجديد

ولكن هذا المفهوم لم يكن واضحا بالقدر الكافي بالنسبة إلي عندما تخيلتها شعارا للجيش المصري مثلما تخيلت حور او حورس مثلا كمحارب يري بقدرة البصيرة مالا يراه ست رمز الشر وعدوه و قاتل ابيه “أوزير”
ومع ادراكي ان في مصر القديمة لم يكن شئ يخضع لصدفة او لمعني محدود صرت اتجول احاول البحث عن معني لهذا الشعار المقدس والذي يستعين به الجيش المصري معبرا به عن شئ في وجدانه يدخل به حروب و يقتل او يقتل
حتي قرأت التالي في كتاب “إلتقاط الماس من كلام الناس” للدكتور يوسف زيدان مفتتحا اولي فصوله بالكلمة الافتتاحية للوجود “كن” :
” … والكلمة (كن) في الوعي الاسلامي لا تنقطع , وإلا انقطع الوجود . و مفهوم الإيجاد ب (كن) استتر في الفكر الصوفي زمنا طويللا حتي مضت قرون التي جاءت بعدها جماعة من كبار الصوفية الفلاسفة فقالوا إن (الولي) يكتسب من الله قدرة الكلمة الخالقة وهم يستندون في ذلك للحديث القدسي : مازال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتي احبه .. ويكون عبدا ربانيا يقول للشئ كن فيكون !”

فتبادر إلي ذهني انه ربما تكون الزهرة المقدسة اللوتس لدي مصر القديمة اقرب الي رمز لقدرة الخلق او قدرة التكوين “بكن” وكأنها عطية إلهية يمنحها الله لعباده تمثل “المعية الربانية” في صورة قدرة ربانيه تمنح صاحبها من عباده القدرة والكمال للنقص البشري فوجدت كلمة “الكمال” للنقص البشري كاحد اوجه قدسية تلك الزهرة والتي قرأتها ضمن ما تشير اليه الزهرة من معاني الصفاء و الخلق و الخصوبة وغيرها من اوجه المعية الربانية التي قد يحصل عليها العبد الرباني في العقيدة الاسلامية والتي يوضحها جزء من لقاء للدكتور علي جمعه بعنوان :
صفات العبد الرباني وعلاقته بالكمال..
فقد اوضح الدكتور على جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو كبار هيئة العلماء، ان الإنسان يتكون من مجموعة من الصفات لو جمعتها ستكون 1500 صفة وهذا على سبيل المثال، وليس على سبيل الحقيقة والحصر.

وأضاف “جمعة”، خلال لقائه فى برنامج “من مصر” المذاع عبر فضائية ” سي بي سي”، في إجابته عن سؤال: “ما صفات العبد الرباني وما علاقتها بالكمال؟”، أنه ليس الإنسان مكلف حتى تكون لديه صفات ربانية أو كاملة فهناك من يخلطون الأعمال الصالحة بالسيئة لقوله تعالى {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ}، مُشيرًا الى أن ما ينقص منا من صفات نكمله وما يكمل منا ننسبه للربانية.

وهنا تكونت لدي رؤية اوضح حينما تم الترابط تلقائيا بين ما رمزت له تلك الزهرة طبقا للترجمة عن علماء الآثار مع جذور الكلمة المفتاحية للوجود او الكلمة الخالقة و القدرة او الهبة التي يمنحها الله لعباده والتي تبلورت من خلال ما وضحه الدكتور علي جمعه من علاقة العبد الرباني و الكمال وما كان من الحديث القدسي من تعريف لسمات ان يكون العبد ربانيا حيث تكون معه المعيه الالهيه واللامتناهية في صورها وهذه المعية هي ما اطلقوا عليه الوعي الكوني
فمنها الكمال و الصفاء و الوجود و الوعي الروحي فيسمع العبد و يري و تكون تحركاته و سلوكه مدعمه بالمعيه الربانيه والذي يوضحه الحديث القدسي :
” من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه ” رواه البخاري.

هنا اتضحت لي الرؤية لشعار اللوتس تيمنا بالمعية الالهيه ” رمزا للقدرة علي الخلق بالوعي الرباني ” للجيش المصري والتي يمكن رؤيتها حتي اليوم متمثلة في عقيدته والمعبر عنها في كلمات “اما النصر او الشهادة” الدفاع عن الوطن واجب وحق مقدس ” صيحات الله أكبر لجنوده في حرب اكتوبر73 , مؤمنون بان معهم الحق لانهم لا يعتدون بل يدافعون منذ آلاف السنين فلم يذكر التاريخ لهذا الجيش انه سبق واعتدي علي دولة أخري
عقيدتهم قوية لانهم مازالوا ومنذ ان تكون هذا الجيش من آلالف السنين يقاتلون في حمي الحق المبين ويؤمنون أن الله معهم “و انهم في معية الله وقدرته و حفظه وكماله” ينصرهم بقوتة و بقدرته القادرة والخالقة والناصرة “كن”
وللرموز بقية ….

#نوريوسف🦅

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى